المواطن هو رجل الأمن الأول، ورجل الأمن هو جزء من أبناء هذا الوطن العظيم، مهبط الوحي ومملكة الإنسانية، وقبلة المسلمين أجمعين، ورجال أمننا البواسل خصهم الله بنعم كثيرة لا تتوفر لدى غيرهم في أقطار الأرض فهم يقدمون خدماتهم الأمنية والإنسانية، وينالون شرف الزمان والمكان كما ينالون الأجر والثواب، مستشعرين عِظَم المسؤولية الملقاة على عواتقهم، مستحضرين مراقبة الله لهم، راغبين في رضاء الله ثم رضاء من يقدموا الخدمة له، موقنين بأن الله لا يضيع أَجْر من أحسن عملاً.
ومهامهم الإنسانية لا تتعارض مع مهامهم الأمنية بل هي جزء لا يتجزأ منها، كما أنها لا تقتصر على مايقومون به في شهر رمضان أو أَشْهُر الحَج في مكة المكرمة والمدينة المنورة، بل تتجاوز ذلك لتشمل جميع أيام العام وكافة مدن مملكتنا الحبيبة.
وكثيرًا مانسمع ونشاهد رجال أمن ضحوا بأنفسهم وأوقاتهم من أجل مساعدة عاجز أو إنقاذ مصاب أو نقل أمتعة حاج مريض أو طاعن في السن وغيرها الكثير من الأعمال الإنسانية التي أصبحت جزءًا من برنامجهم اليومي الزاخر بالمهام الأمنية والإنسانية.
وهم بفضل الله، ثم بدعم القيادة الرشيدة مؤهلين للتكَيّف مع كافة الأجواء الزمانية والمكانية ولديهم دورات متخصصة في كيفية إدارة الحشود وحُسْن التعامل مع الجمهور.
كما أنهم كفيلين بإدارة الأزمات، والتغلب على الصعوبات في أسرع وقت وبأقل التكاليف، ويقدمون خدماتهم الإنسانية بكل مهنية واحتراف.
وقد أكسبهم تعاملهم مع ضيوف الرحمن خبرات تراكمية يفخر بها الوطن، ويشيد بها القاصي والدّاني، ولا يتجاهلها إلا كل حاسد وحاقد، وشهادتي فيهم مجروحة لكوني كنت أحدهم خلال الفترة الماضية، ولكن ذلك لا يمنع من تمجيدهم والثناء عليهم.
ومع الثورة المعلوماتية الحديثة تطورت قدرات رجال الأمن، وازدادت إمكانياتهم في ظل حسن ةستخدامهم للتقنية الحديثة وتسخيرها لما يخدم المصلحة العامة.
وما نشاهده في هذه الأيام من جهود مباركة، تَمَخّضَ عنها مراقبة أمنية عالية، ومحافظة على النظام، وتحقيق للأمن في جميع جوانبه، لم تكن لتتحقق لولا توفيق الله سبحانه وتعالى، ثم وجود رجال مخلصين همهم واحد وتوجههم واحد، وهدفهم نبيل.
ولا يزايد على قدرة رجال الأمن السعودي في إدارة مهمة أمن الحج بكل مهنية واقتدار إلا كل حاقد يسعى؛ لتحقيق أجندة لا علاقة لها بالدين ولا تتوافق مع العقل والمنطق.