أبطالنا في الميدان، معنوياتهم عالية، وأداؤهم مرتفع، وإمكانياتهم ممتازة، ولا ينقصهم سوى الدعاء لهم بدوام التمكين والنصر، وخياراتهم هناك ليست متعددة؛ فهي تنحصر في تحقيق النصر أو الشهادة في سبيل الله فداءً للوطن، وذودًا عن حياض الدين، ومادام هذا هدفهم فإنهم منصورون بإذن الله.
ولا شك أن زيارات القيادات العليا لهؤلاء الأبطال في ميادين الشرف، ترفع معنوياتهم أكثر وأكثر، وتزيدهم عزيمةً وإصرارًا على تحقيق النصر أو الاستشهاد في سبيل أداء الواجب، وهذا ماعهدناه من ولاة أمرنا -حفظهم الله- فزياراتهم مستمرة، ودعمهم لا محدود.
كما أن زيارة المشاهير الميدانية لهم في مناطق القتال لها وقع خاص، وتأثير متميز، وأثر لاحق يبعث في نفوسهم مزيدًا من الثقة بالنفس عندما يعلمون أن جهودهم محل تقدير من الجميع.
لكن المأمول من المشاهير أن تكون زياراتهم خالصة لوجه الله هدفها مشاركة إخوانهم أبطال الميدان وجدانيًا، ورفع معنوياتهم، ونقل رسالة لهم من كافة شرائح المجتمع مضمونها دعاؤهم لهم بالنصر والتمكين.
وإن لم يكن هدفها تحقيق مكاسب مادية للمشاهير أو زيادة عدد المتابعين، وإن كنا لا نزايد على وطنية أبنائنا المشاهير، فهم جزء لا يتجزأ من نسيج هذا الوطن الشامخ، والوطن وطن الجميع وكلنا مسؤولون عن الدفاع عنه وحفظ الأمن فيه.
قبل الختام: نهيب بمشاهيرنا الأفاضل عدم تحديد مواقع قواتنا المسلحة بشكل دقيق أو تصوير المعدات والعتاد تصويرًا واضحًا يكشف مكوناتها أمام العدو الغاشم الذي يستفيد من مثل هذه الأخطاء التي تقع بحسن نية، لكنها أخطاء فادحة.
وختامًا: عاش الوطن شامخًا، وعاشوا جنودنا البواسل المرابطين في الحدود، وهنيئًا لهم هذا الشرف العظيم الذي لا يضاهيه شرف.