عبارات التجريح والتشريح والتلميح والتصريح، استغلالًا لتلك المناسبه الكروية في تصفية حساباتٍ قديمة يُفْترض أن َيتْرَفّع عنها كل رياضي عاقل.
وكان من المفروض أن تكون مباريات الديربي في أي دوري رياضي عُرسًا كرويًا يحمل إلى جانب التسلية والترفيه بُعدًا ثقافيًا يسمو بقيم التسامح والتآخي بين أبناء الوطن الواحد من منطلق إنساني بحت لا دخل للحسابات الشخصية فيه، ولكن للأسف الشديد أضحت هذه اللقاءات الرياضية مناسبات؛ لبث الحقد والضغينة والشتم والتجريح من خلال توظيف ذلك بطريقة متعصبة فجة غليظة موجهة لنادٍ دون آخر.
وإنه لمن المُحْزِن أن تتحوّل كرة القدم من لعبة مسلية ذات بعد ثقافي وحضاري وأداة من أدوات التلاقح الحضاري والانصهار الإيجابي بين الأمم والشعوب إلى مدعاة للكراهية والتلاسن المقيت والتصرفات اللامسؤولة.
هذا إذا لم تتحول المدرجات والساحات المحيطة بالملعب إلى حلبات مصارعة، وقذف، وشتم وعبارات خادشة للحياء بين أنصار الفريقين.
وللأسف فقد ساهمت وسائل الإعلام الورقي والمرئي والمسموع بالإضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي في توسيع الهوة بين الأندية الرياضية، وتأجيج الخلافات وخلق المزيد من التكتلات بين الإعلاميين والمشجعين والأندية، بل وتجاوز ذلك إلى شراء الذمم أحيانًا.
كما أنه من المعيب أن نشاهد بعض القامات الإعلامية والشخصيات البارزة في المجتمع السعودي يتبادلون الشتائم، ويكيلون لبعضهم الاتهامات متناسين في الوقت نفسه؛ كونهم قدوات يتأثر بهم محبيهم ويقلدهم المعجبون بهم.
لذا نتمنى من الهيئة العامة للرياضه اتخاذ إجراءات مشددة ضد كل من تسول له نفسه بالتجاوز على حقوق الآخرين قولًا أو فعلًا، أو تجاوزًا للحد المسموح به من التشجيع والتحفيز للنادي الذي يميل إليه، وإحالته للنيابة العامة لينال العقاب المناسب له والرادع لأمثاله من هواة التعصب الأعمى ودعاة التحريض.