تجلى إيثار الوطن على النفس في أروع صوره خلال موسم حج هذا العام ١٤٤٠ هـ لدى جميع المسؤولين في حكومتنا الرشيدة ابتداءً بسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الذي حضر بنفسه -أيده الله- إلى صعيد منى رغم مشاغله الكثيرة ومهامه الجسيمة؛ ليشارك بقية المسؤولين واجبهم في خدمة ضيوف الرحمن وتيسير أمور حجهم، وأيضًا سمو ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز الذي لم يألوا جهدًا في تقديم ما يخدم الإسلام والمسلمين.
وكذلك الحال لدى كافة المسؤولين في لجنتي الحج العليا والمركزية، ومن يندرج تحت توجيهاتهم من كافة المشاركين في مهمة أمن الحج لدى جميع القطاعات المدنية والعسكرية، بل وشِمل جميع المواطنين السعوديين الذين يتشرفون بخدمة ضيوف الرحمن، ويؤثرونهم على أنفسهم بكل أريحية وسرور.
أطباء يُضحون بأوقاتهم من أجل إنقاذ حياة الحجاج، ويهللون فرحًا وسرورًا حينما يرافقونهم بعرباتهم المجهزة لإتمام مناسك حجهم ! ياله من إيثار !
رجال أمن يحملون كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة على أكتافهم لرمي الجمرات أو أداء بقية النسك رحمةً وشفقة بهم ! ياله من إيثار !
آخرون من رجال الأمن يتلظون هجير الشمس في نقاط التفتيش من أجل تحقيق الأمن لضيوف الرحمن في أفضل صُوَرِه.
رجل أمن في موقع آخر يقدم خدمة جليلة للحجاج؛ فيعرض عليه بجزء من المال من أحد الحجاج كمكافأة له فيعتذر عن قبوله بكل عزة وشموخ معللًا رفضه بأن خدمة الحجاج واجب عظيم لا ينتظر الشكر عليه من أحد ودولته هيأت له كل سبل العيش الكريم ! ياله من إيثار حينما تكون سمعة وطنه أهم لديه من أي مكاسب مادية !
مؤسسات طوافة تتنافس في تقديم أفضل الخدمات للحجاج بغض النظر عن العائد المادي فشعارهم خدمة الحاج شرف لنا.
قطار المشاعر والعاملين عليه يستقبلون الحجاج برحابة صدر ويودعونهم كذلك، هدفهم سلامة الحجاج، وتقديم أفضل الخدمات لهم.
العاملون في مختلف القطاعات الخدمية توجههم واحد وغايتهم ساميه وهدفهم نبيل، الكل يسعى لخدمة ضيوف الرحمن بكل همةٍ ونشاط ممزوجة بالابتسامة العريضة والدعوات الصادقة لهم بالقبول.
هذه نماذج بسيطة وهي غيضٌ من فيض مما يتفاخر به أبناء هذا الوطن العظيم الذين يؤمنون بأن الحج عبادة وسلوك حضاري، وأن خدمة الحجاج شرفٌ لهم، وأن إيثارهم للحجاج على أنفسهم سمة من سمات إيثار الوطن على النفس، فهنيئًا لهم وهنيئًا للوطن بهم.