يتداول العامة صور المطاف، وهو خالٍ من الطائفين بسبب عمليات التعقيم، والحفاظ على حياة الناس وصحتهم من انتشار وباء كورونا القاتل، وصاحب تلك الصور الكثير من الأبيات الشعرية والكتابات النثرية التي تضج بالأحزان والبكائيات، وهي في غالبها من أناسٍ بسطاء يعبرون عمّا بداخلهم دون تغليب للعقل والحكمة على ما يتفوهون به.
إلا أن شرذمة الحاسدين والحاقدين وجدوها فرصة مناسبة للطعن في الدولة السعودية بسبب اتخاذها هذا القرار الحكيم الحازم بحكم مسؤوليتها في الحفاظ على شعبها والمقيمين على أرضها وقاصدي بيت الله الحرام ومسجد الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، وهم كعادتهم تكمن متعتهم في الاصطياد في الماء العكر.
ولو لم تتخذ الدولة هذا الإجراء الاحترازي، وانتشر المرض بين الزائرين والمعتمرين لهاجموها أولئك الحاسدين والحاقدين، ووصفوها باسترخاص أرواح المسلمين ونحو ذلك من التهم، كما هو دأبهم عليهم من الله مايستحقون.
وكان ينبغي من جميع المواطنين أن تكون رسائلهم وكتاباتهم، ونقلهم ونسخهم ولصقهم شعرًا ونثرًا يصب في تأييد هذا الإجراء المبارك، وشكر الدولة عليه، وحث الناس على تقبله، وتفهّم أسبابه ومبرراته؛ حتى لا يكون في صدورهم حرج منه أو إساءة ظن بمن أمر به.
أما البكائيات فهي تدخل الحزن والغم والهم على قلوب المؤمنين بل الناس أجمعين، كما أنها تُثير شماتة الأعداء والمغرضين، دون ثمرة دينية ولا دنيوية!! وهي ليست لنا في هذا البلد الطاهر الذي أعزه الله بالإسلام، وبعث منه خير الأنام عليه الصلاة والسلام، كما أنها ليست من صفات المواطن السعودي العظيم الذي قوته وصلابته تُعادل قوة وصلابة جبل طويق وهمته تلامس عنان السماء.
كما أن هذا الإجراء الاحترازي الذي اتخذته الدولة -حفظها الله- هو واجب عليها تجاه المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف وقاصديهما لوقايتهم من هذا المرض الخطير الفتّاك الذي انتشر في أكثر من خمسة وأربعين دولة معظمها تربطنا بهم علاقات دينية واقتصادية وإجتماعية لا تنقطع ولذلك؛ فإن درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج.
لذا وجب علينا جميعًا الأخذ بالأسباب والإيمان بالقضاء والقدر، وعدم نشر تلك المواد المُضَلِّلَة، وتأييد حكومتنا الرشيدة فيما اتخذته من إجراءات صائبة بالحرمين الشريفين تصب في مصلحة الوطن، والمواطن، والإسلام والمسلمين.