لاشك أن نظام ساهر ساهم كثيرًا في الحد من المخالفات المرورية، وما ينتج عنها من حوادث وإصابات بليغة ومميتة أحيانًا.
وربما كانت الفترة الأولى من تأسيسه عام ١٤٣١ هـ فترة عصيبة على المواطنين خصوصًا المتهورين منهم أو الذين لايراعون أنظمة السير، وعلى إثر ذلك تحمّل عدد كبير منهم قسائم مخالفات ساهر التي تجاوزت الآلاف.
ثم ماهي إلا فترة بسيطة أصبحوا بعدها أكثر تعقلًا وفهمًا للمقاصد النبيلة من تشغيل ساهر، وما حققه من نتائج إيجابية للحد من الحوادث المرورية التي حصدت أرواح آلاف البشر.
وفي نفس الوقت حدث تطوير مطرد لنظام ساهر، وما تتطلبه الثورة المعلوماتية من دقة في البيانات وسرعة في الإجراءات.
إلا أن المسار الوحيد في نظام ساهر الذي لم يشمله التطوير وفقًا لمشاهداتي اليومية هو الواقع الميداني للأجهزة المحمولة والمنقولة، وما يتبع ذلك من وسائل نقل وأيدي عاملة.
فلا زال بعض موظفي ساهر يستخدمون سياراتهم الخاصة أو سيارات لا تحمل أي طابع رسمي أثناء نقل الجهاز من مكان إلى آخر، وبملابسهم المعتادة التي لا توحي بنظاميتهم ولا تضفي عليهم مزيدًا من الهيبة الأمنية.
وكم كنت أتمنى أن يصرف لهم سيارات عليها شعار الشركة المشغلة مماثلة لسيارات شركة نجم أو غيرها من الشركات الأمنية الرائدة، وبالمواصفات المناسبة التي تضمن نقل أجهزة الرصد الآلي من موقع إلى آخر، وتشغيلها بكل يسر وسهولة مع الحفاظ على نظافة تلك السيارات وسلامتها وخلوها من الصدمات وصلاحيتها للسير.
كذلك نتمنى أن يكون للشباب السعودي من العاملين في هذا المجال زيّ موحّد ومميز يليق بالشركة العملاقة التي تتولى تشغيل هذا النظام مع ضرورة إخضاعهم لدورات تدريبية على رأس العمل، والاهتمام بالجانب التثقيفي لهم.
ختامًا نتمنى من الإدارة العامة للمرور الاهتمام بالجانب الإعلامي عبر القنوات الإعلامية الموثوقة، ونشر كل ماهو جديد في مجال الرصد الآلي للمخالفات المرورية قبل التطبيق بفترة كافية للاستيعاب والإدراك ودمتم آمنون.