المتقاعدون من مختلف الوظائف تجاوزت خبراتهم التراكمية ثلاثة عقود، وتعاقبت عليهم الظروف على اختلافها، وصقلت موهبتهم تجارب الحياة المتنوعة.
وبالإمكان الاستفادة منهم في المكاتب الاستشارية كخبراء حسب تخصصاتهم، فهم أفضل خبرة إدارية وميدانية، وأكثر دراية بهموم المواطن، وحاجة الوطن مقارنة بغيرهم ممن تلجأ إليهم الكثير من المكاتب الاستشارية.
وعندما تبادر المكاتب الاستشارية للمطالبة باستقدام خبراء أجانب؛ فإننا نرى أن ابن الوطن أفضل منهم بكثير في معظم الجوانب، وقد ثبت ذلك بما لا يدع مجالًا للشك؛ خاصة في الاستشارات التي لها علاقة مباشرة ببناء الإنسان وتنمية المكان.
ولا يخفى على الجميع أن استقطاب المتقاعدين السعوديين أسهل في الإجراءات، وأوفر في الوقت وأفضل لاقتصاد الوطن، ويمكن التعاقد معهم مباشرة سواء في القطاع العام أو الخاص وفق آلية محددة تصدرها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.
ومن المؤكد أن الآلية ستشمل العُمر، والحالة الصحية، والمؤهل العلمي، والخبرات التراكمية، والشهادات، وما إلى ذلك من اشتراطات خاصة بكل وظيفة لا بد منها بل هي فرصة جيدة لاختيار الأفضل من بين آلاف المتقاعدين.
قد يقول قائل إن إعادة التعاقد مع المتقاعدين قتل لكل موهبة شابة وإحباط لكل شاب، وإن كنت مع هذا القول من جانب، لكن من الجانب الآخر الهدف ليس مزاحمة الشباب على فرصهم الوظيفية، ولكن الاستفادة من الخبرات المتراكمة لدى هذه الفئة العزيزة عبر تقديم استشارات فنية جيدة، وفي الوقت نفسه صرف النظر عن الاستقدام من الخارج لتلك المهن إلا في حدود ضيقة.
آمل أن نجد الإجابة الشافية الوافية لعنوان هذا المقال لدى جهة الاختصاص في هذا العهد الزاهر، وأن تتحقق الفائدة المرجوة من المكاتب الاستشارية في كافة الجوانب، وبارك الله في من أفاد واستفاد ودمتم سالمين.