الشكر لمعالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد على جهوده الحثيثة وتوجيهاته الدائمة في الارتقاء بدور المساجد، ومواكبتها لما تشهده المملكة العربية السعودية من تطور في جميع المجالات في ظل الرؤية الثاقبة 2030.
وقد لاحظنا ذلك بوضوح منذ بداية جائحة كورونا، وما صاحبها من أحداث وما فرضته الدولة من إجراءات وقائية للحد من اتتشار الفايروس، شملت دور العبادة وغيرها من الأماكن التي يرتادها الناس.
حيث ساهمت وزارة الشؤون الإسلامية مساهمة فعالة في تنظيف الجوامع والمساجد ومحتوياتها، وما يتبعها، وتعقيمها وتطبيق التباعد الاجتماعي بين المصلين فيها، وإلزامهم بلبس الكمامات، وإحضار السجادات الخاصة بهم أثناء ارتيادهم المساجد.
وكان لأئمة الجوامع دور واضح في التوجيه والإرشاد والتحذير الدنيوي والأخروي في حال عدم تطبيق التوجيهات التي أمر بها ولي الأمر يحفظه الله، والتي تصب في مصلحة المواطن والمقيم.
ولكن الملاحظة التي لفتت انتباهي وانتباه الكثيرين هي تفاوت الاهتمام بنظافة المساجد والجوامع من حي إلى آخر، ومن مسجد لآخر رغم أنها جميعها تخضع لرقابة الوزارة وفروعها المنتشرة في جميع مناطق المملكة.
ويعود سبب ذلك من وجهة نظري الخاصة إلى ضعف متابعة شركات الصيانة والتشغيل المسؤولة عن نظافة وصيانة بيوت الله في هذه المنطقة أو تلك رغم عقودهم المجزية التي تستلزم منهم توفير عدد من العمالة في كل مسجد بكامل مستلزمات النظافة، وبزي موحد يميزهم عن سواهم.
إلا أن الملاحظ وجود عامل واحد لا تكاد تميزه عن غيره في كل جامع، ولا يمكنه أداء المهام المناطة به على الوجه المطلوب، وتجده كثيرًا ما يشتكي على المصلين من ضآلة راتبه أو عدم صرفه منذ عدة أشهر، ومع ذلك لا تستغرب إن سمعته يؤذن أو يقيم الصلاة أو حتى يؤم المصلين في صلاة الظهر!! فالإتكالية موجودة حتى في أداء الشعائر الدينية.
ولذلك لا تتضايق إن رأيته ينصرف أو يتقاعس عن أداء واجبه للبحث عن رافد آخر يُدر عليه دخلًا كلما سنحت له الفرصة، وقلت الرقابة.
وقد لاحظت في بعض الجوامع استيلاء العمالة على مستودع حفظ أدوات الصيانة والنظافة، واستخدامه مأوى لهم، ولذلك تجد المكانس الكهربائية والسلالم وغيرها من معدات الصيانة في أحد زوايا الجامع في منظر لا يسر الناظرين.
كل ما أتمناه أن تقوم الجهات الرقابية في وزارة الشؤون، الإسلامية، والدعوة، والإرشاد بالدور المأمول منها للقضاء على الكثير من الملاحظات وعمل تقييم دوري للمساجد والجوامع، ومنح الحوافز التشجيعية للأئمة والمؤذنين الحريصين على تطبيق معايير الجودة في بيوت الله ولهم الأجر من الله.