منذ تأسيس المملكة العربية السعودية عام 1932 م كانت روح العمل التطوعي حاضرة في نسيج المجتمع السعودي .
فالفزعة والمبادرة والتطوع وتقديم الغوث والمساعدات الإنسانية سمة من سمات المواطن السعودي منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه.
وإستمرت تلك الأعمال الإنسانية تُقَدَّم طواعية من أفراد الشعب السعودي رجالاً ونساءً كلما دعت الحاجة الى ذلك .
وكان للمواطنين والمواطنات مساهمات تطوعية كثيرة في مواسم الحج والمناسبات الوطنية والرياضية والأزمات جنباً الى جنب مع الجهات المسؤولة .
ثم انطلقت المنصة الوطنية للعمل التطوعي بالمملكة العربية السعودية وفق الرؤية المباركة 2030 منذ عام 2020 كعمل مؤسسي منظم ومحكم يشارك فيه المتطوعين من الرجال والنساء .
و كان أول تنظيم لإدارة وتأهيل المتطوعين في أعمال الدفاع المدني بتاريخ 1 / 5 / 1406 هـ لتهيئتهم لمواسم الحج والعمرة والأمطار .
ثم تولت الهيئة العليا للأمن الصناعي رفع مستوى العمل التطوعي في مجالات الأمن والسلامه الصناعية والوقاية من الحريق في المنشآت الخاضعة لإشرافها من خلال رفع كفاءة اللجان التطوعية وزيادة عددها في المجمعات الصناعية والحيوية وحوكمتها ورفع مستوى التطوع وتأسيس وبناء قاعدة بيانات بالمتطوعين من منسوبي الأمن الصناعي .
كما أصبحت هناك فرصة سانحة للعمل الأمني التطوعي خلال فترة الحج كل عام مع فرق الإرشاد والتوجيه والترجمة التابعة لقوات أمن الحج .
ومن أجل توسيع وتعميق التعاون والتفاهم المشترك بين أجهزة الأمن والجمهور كان لابد من زيادة الفرص التي تحقق التفاعل بين الأفراد والمؤسسة الأمنية بما يحقق للعمل التطوعي دوراً أمنياً ملموساً, وذلك بإشراك الجمهور في بعض الأنشطة الأمنية ، وبعض المهام كأعمال المرور والدفاع المدني ، وتعريفهم ميدانياً على طبيعة هذه الأعمال بما يساهم في تنمية الشعور بالمسؤولية الاجتماعية لديهم, والرغبة بتقديم الخدمة التطوعية .
وفي الجانب المقابل إشراك رجال الأمن في البرامج المجتمعية التي تهم الجمهور كالزواج الجماعي والإحتفالات الوطنية والرياضية ، لكي تتسع مساحة التفاهم بينهم وبين أفراد المجتمع .
كذلك انخراط رجال الأمن في الجمعيات المختلفة للمواطنين كالجمعيات الاجتماعية غير الربحية والتطوعية ، والقيام بدور ملموس ، ليتبين بأن لرجل الأمن أدوار أخرى إنسانية غير دوره الأمني المعروف.
أيضاً كان لعبارة ((المواطن رجل الأمن الأول )) التي اطلقها سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز يرحمه الله دوراً كبيراً في الحث على العمل التطوعي الأمني وذلك بالإبلاغ عن كل ما يعكر صفو الأمن ،كما كان لتطبيق (( كلنا أمن )) مساهمة فعالة في الحث على العمل التطوعي بالإبلاغ عن كل ملاحظة تستوجب التدخل الأمني .
ولا شك أن لمشاهير وسائل التواصل الاجتماعي ورموز الوطن من الشعراء والأدباء والمفكرين دوراً في حث المواطنين على التطوع مع القوات المسلحة وقوات الأمن الداخلي كلما دعت الحاجة لذلك .
ولا ننسى قصائد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل يحفظه الله وقصائد صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن يرحمه الله والدكتور غازي القصيبي يرحمه الله وشاعر الوطن اللواء خلف بن هذال العتيبي متعه الله بالصحة والعافية إبان حرب الخليج والتي كان لها دوراً عظيماً في رفع الروح المعنوية والحس الوطني لدى جميع المواطنين .