المحسوبية أو المحاباة أو الواسطة تعني تفضيل الأقارب أو الأصدقاء ومنحهم المميزات والحوافز بسبب قرابتهم أو صداقتهم وليس كفائتهم.
والكلمة تستخدم أيضاً للدلالة على الازدراء. فمثلاً إذا قام أحد المدراء بتوظيف أو ترقية أحد أقاربه أو أصدقائه بدلاً من موظف آخر أكفأ منه لكن لا تربطه علاقة به يكون المدير حينها متهماً بالمحاباة دون وجه حق.
وهناك فرق واضح بين المحسوبية والشفاعة فالمحسوبية تعطي الاستحقاقات لمن لا يستحق بينما الشفاعة تكون لمحاولة إعطاء المستحق ما يستحق دون استيلاء على استحقاقات الآخرين .
و المحسوبية أحد روافد صناعة الشخصيات النرجسية حيث يستشعر مطلقها بالدونية لمن اطلقها عليه ويعتقد أنها استحقاق يتفرد به دون سواه فتزداد لديه الأنا وينمو فيه داء العظمة وتختل الموازين ويتجلى الخلل .
وهي شكل من أشكال التحيّز السلوكي حيث يتم تقديم مزايا لأفراد دون آخرين كما أنها نوع من انواع النفاق الاجتماعي،ومتى ماانتشرت المحسوبية تهاوت القيم ،وتكاثرت الطبقات الاجتماعية المزيفة .
وعندما تسود الشفافية والوضوح والمعيارية تتقلص المحسوبية التي بلا شك تلغي تكافؤ الفرص وتتعارض مع وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وبذلك يُطل الوجه القبيح للمحسوبية، التي اقترنت بالفساد والمفسدين وأُعْتُبِرَت سبباً من أسباب تعطيل التنمية .
ولذلك وجب علينا تعرية المحسوبية وتوضيح ضررها وتوعية المجتمع بعواقبها الوخيمة والإبلاغ عن كل مُفسِد يتخذ المحسوبية وسيلة لتقوية علاقاته من خلال توظيف ودعم وترقية الفاشلين وهضم حقوق المتميزين .
وفي ظل الرؤية الحديثة في عصرنا الزاهر أتت هيئة مكافحة الفساد لتقضي على المحسوبية بجميع أشكالها وتحاسب أي مسؤول يمارسها لتتحقق عناصر الرؤية المباركة ( وطن طموح ومجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ) وهو ما نعيشه ونعايشه بكل فخرٍ واعتزاز .
عبدالله بن سالم المالكي
كاتب رأي ومستشار أمني
السبت 24 / 8 / 2024