هذا مثل شعبي قديم يُقال عندما يُحَمَّل الموضوع أكثر مما يحْتَمِل وينحرف من مساره الصحيح الى مسارات ضارة يتجاوز ضررها المعني بالأمر الى غيره .
ونحن نعلم أنه تحدث في حياتنا اليومية كثير من الأحداث التي تستوجب الصبر والحكمة والتصرف بعقلانية والبعد عن الإندفاع والفوضى ونلاحظ فيها الشخص المكلوم في أفضل درجات الصبر والإحتساب وتحكيم العقل لكن بعض الأقارب والأصدقاء والزملاء يحاولون التأثير عليه سلباً بكثرة الأسئلة والاستفسارات والافتراضات لو عملت كذا لصار كذا !ولماذا تعمل كذا ؟
وتحدث هذه الظاهرة كثيرا في المناسبات سواءً كانت مناسبة فرح أو مناسبة حزن أو أي مناسبةٍ أخرى فتجد بعض ضعاف العقول يحاولون تغيير مسار المناسبة وهدفها إلى ما هو أكبر وأصعب للتأثير السلبي الذي ينعكس حتماً على صاحب المناسبة وذويه فينقلب صبرهم غضباً وفرحهم حُزناً .
مثلاً:صاحب منزل قام ببنائه أو شرائه وتأثيثه وكلفه مبلغاً وقدره وعندما أراد السكن عزم مجموعة من الأقارب والجيران والأصدقاء لمشاركته فرحته ثم بدأ بعض الذين حضروا المناسبة في الانتقادات للشخص المضيف صاحب المنزل الذي استضافهم وانهالت عليه كثير من الأسئلة والاستفسارات التي تشم فيها رائحة الشماتة ولو سويت كذا كان أحسن من كذا ! وكم كلفتك الأرض ؟ولماذا لم تشتري الأرض الفلانية الأحسن منها بسعر أرخص ؟! و و و؟؟
يا أخي ما فيه مجال أصلا لهذا الكلام مع هذا الرجل الطيب وأهله الفرحين بما تحقق لهم ومقتنعين بقضاء الله وقدره وكلمة ( لو ) تفتح عمل الشيطان،وكان المفترض من المنتقدين تقديم التهاني والتبريكات والهدايا الرمزية بدلاً من تحطيم مشاعره و مشاعر أسرته بهذه الطريقة الفجة .
أحيانا يمرض المريض ويفترض من أقاربه وزائريه أن يخففوا عنه الألم و يبشرونه بما يسره ويدعون له بالشفاء العاجل، لا أن يتباكون أمامه و يشعرونه أن نهايته إقتربت و أنه في الرمق الأخير فالأعمار بيد الله وما تدري نفسٌ بأي أرضٍ تموت وما تدري نفسٌ ماذا تكسب غداً ، وكم صحيحٍ مات من غير علةٍ & وكم من سقيمٍ عاش حيناً من الدهرِ.
كذلك الحال عندما يكون لدى أحدنا مناسبة فرح ويتدخل بعض المتطفلين لدعوة فلان وعلان ومشاركة الشاعر الفلاني والشاعر الفلاني ممن لايرغب صاحب المناسبة في دعوتهم لظروفه المادية أو لأسباب أخرى وكأنهم أصحاب الشأن وكأن الفرح لا يكتمل إلا بتنفيذ آرائهم ثم يوجهون الإنتقادات الحادة للمناسبة وصاحبها في تنظير سخيف بعيد عن الواقع .
أيضاً يتعرض أحدهم لحادث مروري تكون نسبة الخطأ عليه ١٠٠٪ ثم يتنازل عن الطرف الآخر لوجه الله دون شرطٍ أو قيد فيأتي من يشمت به من الأصدقاء أو الأقارب أو العامة وكأنه أقدم على خطوة مشينة ولم يبادر بعمل الخير وربما تتجاوز شماتتهم به الى الإعتداء على خصمه قولاً أو فعلاً فتنقلب الأمور رأساً على عقِبْ .
لذلك المثل الذي أدرجته ووضعته عنواناً لهذا المقال وإن كان فيه نوعاً من المبالغة إلا أن واقع الحال يشهد بذلك ويتكرر في كثير من المناسبات والأحداث التي تستوجب الصبر والروية وتحكيم العقل ورفع المعنوية وتقديم النصائح القيمة والآراء السديدة.
وهذا هو المطلوب منا لمواجهة الأزمات والمناسبات أيا كانت بعيداً عن التأجيج والتحريض وإيغار الصدور وإثارة الفوضى ودمتم في أمنٍ وأمان.