يتساءل كثير من القراء والمتابعين عن سبب عدم وجود كتاب صحافة ينتقدون اداء الأجهزة الخدمية في القطاعين العام والخاص ويلقون الضوء على الظواهر السلبية كما كانت الإنتقادات في السابق التي كان يهدف بعضها الى جذب زيادة في عدد القراء وزيادة في عدد المبيعات عندما كانت الصحف الورقية متسيدة الموقف.
والحقيقة أن الصحفيين شغوفون لتحقيق كل مامن شأنه ارضاء ذائقة المتلقي وكسب ثقته ولكن في ظل الرؤية الحديثة والتنافس المحمود بين كافة قطاعات الدولة انتهت كثير من الملاحظات التي كانت موجودة سابقاً، بل وتحركت عجلة التنمية بشكل متسارع، وبدلاً من أن تقع أعينهم على مواطن الخلل انبهرت بما تشهده المملكة العربية السعودية من تطور ملموس في جميع المجالات صاحبه ثورة تقنية في تقديم الخدمات وتسهيل سبل الحصول عليها دون الحاجة الى مراجعة مسؤول أو البحث عن واسطة .
وفي وقتنا الحاضر اصبح المواطن والمقيم يستطيع أن ينهي كثير من الإجراءات قبل أن يقوم من مقامه وفي غضون دقائق معدودة بعد أن كان يحتاج الى مراجعات شخصية قد تستغرق اسابيع من أجل الحصول على خدمة معينة .
إرتفع الحس الأمني لدى المواطنين وتطورت الأجهزة الامنية في كوادرها وتجهيزاتها وأُنشِأت كثير من التطبيقات التي تساهم في استتباب الأمن وحفظ النظام.
واصبحت المحلات والمدارس والجامعات والجوامع والطرق وحتى المنازل مغطاة بكميرات المراقبة الأمنية وذلك بلا شك ساهم في توطيد الأمن وارتفاع مستوى الوعي وتحسين مستوى الخدمات المقدمة.
أيضاً ساهم الاعلام المرئي والمسموع بمختلف وسائله الحديثة في القضاء على كثير من الظواهر السلبية التي كانت يكتب عنها في الصحف الورقية مدعمةً أحياناً بالصور وكانت تستغرق أيام عديدة لإزالتها والتخفيف من آثارها .
لقد اصبح التشوه البصري مسؤلية كل مواطن غيور في ظل توفر وسائل الابلاغ الحديثة البسيطة الجهد والتكاليف وأقيمت من أجل ذلك الحملات التوعية والجوائز التحفيزية التي آتت ثمارها في وقت وجيز .
كذلك ساهمت التطبيقات التقنية في اختصار الجهد والوقت والمسافات وازدهرت اللقاءات الإفتراضية التي أدت الى زيادة الوعي لدى المواطن والمسؤول فانحصرت الأخطاء وتحسن الأداء وتلاشت الإنتقادات .
بات الكاتب الصحافي والإعلامي تتزاحم لديه الانجازات الوطنية اليومية سواءً كانت على المستوى المحلي أو العالمي ويجد صعوبة متناهية في الكتابة عنها وتغطيتها بالشكل المطلوب، مع أن المأمول منه أكثر في ظل المنجزات المتسارعة في جميع مناطق المملكة سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي .
وهذا لايعني عدم وجود قصور في بعض الجوانب البسيطة فالكمال لله سبحانه وتعالى ولكن ذلك لا يرقى الى مستوى النقد والتجريح والإنتقاص من الأجهزة أو المسؤولين لتوفر وسائل بديلة سريعة لمعالجة ذلك الخلل في أسرع وقت وبأقل التكاليف كما أسلفنا خصوصاً والعلاقة وطيدة بين المواطن والمسؤول في ظل اللحمة الوطنية التي نفخر ونفاخر بها .