في فترة سابقة وبجهود كافة القطاعات الحكومية الخدمية والأمنية تم القضاء على الظواهر السلبية التي كانت منتشرة بالساحات المحيطة بالحرمين الشريفين والشوارع المؤدية اليهما .
وأقصد بالظواهر السلبية انتشار الباعة المتجولين غير النظاميين وافتراشهم للطرقات المؤدية الى الحرمين في مشهد غير حضاري ومزعج لقاصديهما، كذلك انتشار المتسولين من ذوي الاعاقات المصطنعة لاستدرار عاطفة المارة وغالبيتهم غير سعوديين وغير نظاميين أيضاً وأولئك يساهمون في ازدحام الطرقات وعرقلة حركة المشاة بلا شك .
وقد توقعت القضاء عليها تماماً إلا أنني شاهدتها عياناً بياناً أثناء ذهابي للحرم المكي الشريف لاداء صلاة الجمعة الاسبوع المنصرم رغم اختفائها أثناء جائحة كورونا وبعدها حتى كادت لاتكاد تذكر بفضل الله ثم بجهود المخلصين من رجال الأمن والمسؤولين في القطاعات الحكومية المختصة .
وقد سألت زميلاً لي في المدينة المنورة وأفادني بعودة تلك الظواهر بشكل ملحوظ في الطرق المؤدية الى المسجد النبوي الشريف خصوصاً يوم الجمعة والفترات المسائية وبعد صلاة العشاء والفجر .
وعودة تلك الظواهر السلبية بالشكل الذي أشرت اليه لا يبشر بخير ويترتب عليه محظورات وطنية واجتماعية وأمنية لا يستهان بها منها على سبيل المثال لا الحصر انتشار ظاهرة الافتراش واقفال مخارج الطواريء والتشويه البصري لتلك الأماكن المحببة الى النفوس .
ولا يخفى على الجميع أن البعض من مرتادي الحرمين الشريفين قادمين من خارج المملكة العربية السعودية وربما يعتقدون أن الباعة المتجولين والمتسولين الذين يشاهدونهم هم من أبناء جلدتنا وما يقومون به مسموح به نظاماً وذلك منافي للحقيقة ومخالف للمنطق ويعكس صورة سيئة عن المجتمع السعودي الذي يعيش في أفضل حالاته ولله الحمد .
و *حتى لا تعود تلك الظواهر السلبية* وحتى نتمكن من الحد من انتشارها لابد من نشر الثقافة المجتمعية بين المواطنين والمقيمين بعدم الشراء من الباعة المتجولين والتبليغ عنهم وعدم التبرع للمتسولين والتحذير منهم ، كذلك تنشيط دور الجهات المسؤولة في هذا الجانب وبذلك نكون قد ساهمنا في جودة الحياة والتنمية المستدامة لهذا الوطن الشامخ الغالي على الجميع .