فرحة تخرج الأبناء من أي مرحلة دراسية لها طعم خاص يشعر به الآباء أكثر من غيرهم ولايوجد أب أو أم إلا ويفرح فرحةً غامرة بتخرج ابنه أو إبنته فهم زهرة الحياة الدنيا وثمرة الكفاح المستمر اثناعشر عاماً أو يزيد التي كان ينتظر فيها اللحظة الجميلة ليجني ثمرة جهده ومتابعته .
ولاشك أن الإستثمار الحقيقي في الحياة يتمثل في الأبناء ويتطلب ذلك تربيتهم وتعليمهم وتشجيعهم ومتابعتهم حتى يصلوا الى ما نطمح اليه بتوفيق الله ثم بمثابرتنا ، وهذا يستنزف كثيراً من الجهد النفسي والبدني وكذلك المادي ولكن النجاح له طعم خاص سينسينا جميع المتاعب التي تعرضنا لها .
الملفت للإنتباه أن الإحتفاء بالخريجين هذا العام شمل حتى من تخرج من الروضة أو المرحلة الإبتدائية في سابقة لم تكن موجودة من قبل وربما يكون لوسائل التواصل الإجتماعي دوراً في ذلك، ومع اتفاقنا جميعاً على ضرورة الفرحة بالتخرج وتكريم المتميزين الا أن المبالغة في ذلك يشوه الصورة ويقلل طعم الفرحة .
عمل حفلة لطفل تخرج من الروضة من المؤكد أنها تختلف عن حفلة لمتخرج من المرحلة الابتدائية وتختلف بالطبع عن حفلة خريجي الثانوية من ناحية التكاليف والمعازيم والهدايا المقدمة ولكن كسر هذه القاعدة لا ينبيء بخير وممكن أن يترتب عليه مشاكل صحية أو نفسية للمحتفى به نتيجة المبالغة في الاحتفاء .
ولذلك فإن التدرج في إقامة حفلات التخرج وتقديم الهدايا المصاحبة لها محمود ومرغوب به حتى يكون للحفلة طعم خاص وللهدية نكهة تليق بها ولتكون محفزاً للمحتفى به لتقديم ما هو أفضل لأسرته ومجتمعه ووطنه ودامت أفراحكم .