الحملة الوطنية لمكافحة المخدرات حملة نوعية عملية ناجحة فاقت فعاليتها الحملات السابقة التي كانت توعوية فقط وهذا مانتمنى إنفاذه في جميع الحملات الوطنية سواء كانت مرورية أو رياضية أو ثقافية أو صحية، كما نتمنى أن تستمر طوال العام ولو على فترات متقطعة.
والكل يعلم أن الأفعال أبلغ من الأقوال،وفي هذه الحملة المباركة تم القبض على الكثير من المستخدمين والمروجين كما تم نشر الوعي المجتمعي بشكل أفضل من الحملات السابقة لأن التعليمات واضحة وصريحة وتتم محاسبة المخالفين أولاً بأول وهذا هو المطلوب لنحافظ على هذا المجتمع الحيوي الذي ينعم بإقتصاد مزدهر في هذا الوطن الطموح.
كما أن الكل يعلم أن تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية، سبباً من أسباب الانقياد وراء الدعوات المتطرفة، والجرائم الإرهابية والفكر الضال والشواهد واضحة وملموسة فكثيراً من المقبوض عليه في قضايا الإرهاب أو التطرف الفكري أثبتت التحقيقات أن لهم ماضي مشين مع المخدرات .
والمخدرات ليست تجارة رابحة بل سلاح مدمر وأداة هدم هدفها وطننا الأشم ومقدراته العظيمة وشبابه الطموح ومستقبله الزاهر.
لذلك جاءت الحرب على المخدرات حازمة صارمة، لتحمي أغلى ما تملك بلادنا من ثروة وطنية ألا وهو المواطن السعودي الكريم رغم أنها لم تقتصر على حماية المواطن بل شملت الزائر والمقيم على حد سواء .
ولا شك أن وسائل التواصل الإجتماعي ساهمت في التوعية بأضرار المخدرات وأوضحت النتائج المتوقعة لمن يشتبه في إستخدامه أو ترويجه لها والواقع يتطلب تكثيف التوعية بأضرار المخدرات، سواء عن طريق خُطب الجوامع ، أو محاضرات المختصين في المدارس والجامعات والنوادي الأدبية .
وقد أحسنت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد صنعاً عندما خصصت خطبة الجمعة في الأسبوع المنصرم للتوعية بأضرار المخدرات وأهداف الحملة وغاياتها وضرورة مؤازرتها .
ونتمنى أن يكون لمصحات علاج الإدمان دور فعال في هذه الحملة بإستقبال من يراجعهم لغرض العلاج واحتوائهم وتقديم البرامج العلاجية لها باجور مخفضة لأن من بينهم أشخاص من ذوي الدخل المحدود الذين يجب الإهتمام بهم.
ومن الضرورة بمكان التبليغ عن مستخدمي المخدرات أو بائعيها أو مروجيها حتى لو كانوا من أقرب الأقربين ففي ذلك حماية وانتشال لهم من براثن السوء وقد تكون نقطة تحول لما هو أفضل بإذن الله .
ختاما الحملة الوطنية لمكافحة المخدرات حملة مباركة موفقة سنجني ثمارها كما جنينا ثمار مكافحة الإرهاب ومكافحة الفساد بإذن الله .