الأمن قضية هامة جدا بل من أهم القضايا التي يجب أن نحرص عليها لأن فقدان الأمن يعني فقدانك لكل الضروريات الخمس( الدين والنفس والعقل والعرض والمال) التي أمر الإسلام بحفظها.
والله سبحانه وتعالى جعل وُجود الأمن نعمة من النِّعم، وحِرمانه بلاءً ، قال تعالى: « وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ »(البقرة: 155).
ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يشير هنا للأهمية القصوى للأمن بهذا الحديث الشريف، قال رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم-: (مَن أصبَحَ آمِنًا في سِربِه، مُعافًى في جَسَدِه، عندَه طعامُ يَومِه، فكأنما حِيزَتْ له الدُّنيا)
والأمن والأمان نعمة عظيمة يجب أن نشكر الله عليهما صباحا ومساء كنعمة الصحة والمال والولد والستر.فالأمن والأمان قضية مستقلة لوحدها لا ترتبط بدولة فقيرة أو غنية.
ومن يتأمل حال بعض الدول التي فقدت الأمن يدرك ذلك ويشاهد كيف الصراع أحرق الأخضر واليابس وأُهلك الزرع والضرع والحيوانات وهُدّمت المباني ونُهِبت المنازل وحتى المساجد لم تسلم وقبل ذلك قُتل البشر واُنتهكت الأعراض وترمّلت النساء ويُتّم الأطفال وقُهِرَ الرجال.
ولذلك حرص الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود طيب الله ثراه منذ فتح الرياض على توطيد الأمن وإقامة العدل للقضاء على كل ما يعكر صفو المواطن والزائر لهذه الارض الطيبة .
والأمن لا يُصنع ولا يُستورد بل هو ثقافة وسلوك، والأمن كلٌّ لا يتجزأ، و هو منتجُ التلازم والتكامل بين المواطن والمقيم وأجزم أن المواطن والمقيم وجهان لعملة واحدة فكلاهما مسؤول عن أمن البلد الذي يعيش فيه وينعم بخيراته وهناك مقيمون نظاميون لهم عشرات السنين في هذا الوطن العظيم وذلك يتوجب عليهم ماعلى المواطنين من واجبات حفظ الأمن وكما قيل : وطن لا نحميه لا نستطيع العيش فيه.
والمتعارف عليه أن المواطن هو رجل الأمن الأول ولذلك وجب عليه اليقظه والإنتباه والإبلاغ عن كل مايثير الإشتباه وهناك أنواع كثيرة للأمن كلها تحتاج الى يقظة و حذر وتعاون تام بين المواطن والمسؤول وتلك الأنواع بطبيعة الحال فرضها الواقع الذي نعيشه وربما في مستقبل الأيام تأتي مستجدات يفرضها الواقع فتضطر الجهات الأمنيه الى تكوين ادارات أمنيه أخرى بمسميات تتناسب مع المهام المناطة بها وهي على كل حال ظاهرة صحية فكلما تطورت الجريمة تطورت مهام الجهات الأمنية للوقاية منها ومكافحتها والقضاء عليها فهناك الأمن الغذائي والصحي والسبراني والفكري وغيرها من الأنواع التي تهم الوطن والمواطن .
ومما يثلج الصدر أن مملكتنا الحبيبة تصدرت دول العالم في عدة مؤشرات أمنية وفقا لتقرير التنافسية العالمي لعام ٢٠١٩ حيث حصدت المركز الأول في المؤشر الأمني متفوقة على الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، و الثالثة بين دول مجموعة العشرين في ذات المؤشر،ونجحت في تحقيق المركز الاول في مؤشر ثقة المواطنين بالخدمات التي تقدمها الشرطة. وفي عام٢٠٢٠ حققت المملكة المركز الأول في مؤشر شعور المواطنين بالأمان اثناء السير بمفردهم ليلاً مقارنة بجموعة العشرين.
ختاماً لا بد من الإشارة وبكل فخر الى الإنجازات الأمنيه التي تتحقق يوماً بعد يوم والخطوات الإستباقية التي تتخذها القوات الأمنيه والتي أصبحت دروساً يُستفاد منها في مكافحة الإرهاب ومكافحة المخدرات وتعقب التنظيمات المارقة وإدارة الحشود ودمتم آمنين .