السمعة هي ما يتحدث به الآخرون عنك في حال غيابك وهي رأس المال الحقيقي ، أما الثناء العطر والكلام الجميل أثناء حضورك فيكون أقرب للمجاملة ولا يعتد به أثناء تقييم الاداء.
والسمعة تعيش أكثر من عمر الإنسان وتبقى حتى بعد وفاته ولذلك من الضرورة بمكان التمتع بالسمعه الحسنة والذكرى الطيبة التي ستبقى مقترنة باسمك حتى بعد وفاتك والناس لاينسون في الغالب ولكنهم يتناسون برغبتهم متى ما أرادوا، ولذلك حافظ على السمعه الطيبة التي لا تأتي من فراغ بل هي نتيجة ما تقوم به من جهود لكسب ثقة الآخرين .
ولو رجعنا قليلاً الى الوراء لوجدنا أن التجار المسلمين الذين جابوا مشارق الأرض ومغاربها ساهموا في نشر الدين الإسلامي بسبب ماكانوا يتمتعون به من أخلاق فاضلة وسمعة طيبة وقدوة حسنة أثارت إعجاب غير المسلمين.
( ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ) صدق الله العظيم،
ولذلك فإنه لابد من تغيير الصورة الذهنية التي نشأت لدى معظم دول العالم عن الإسلام والمسلمين بسبب الجرائم الكبيرة التي ارتكبها تنظيم القاعدة وداعش والنصرة وحزب الله وانصار الله وغيرهم من التنظيمات المارقة التي شوهت سمعة الإسلام وهي في الحقيقة لا تمت له بصلة وإنما صنيعة منظمات استخباراتية معادية للإسلام والمسلمين .
والإهتمام بالسمعة الطيبة في أي منشأة يستلزم تكوين علاقات جيدة مع القيادة والجمهور والقيادة هم الرؤساء ومن في حكمهم من أصحاب القرار أما الجمهور فغالباً ما يتم تقسيمهم الى صنفين أحدهما جمهور داخلي يُمثِّل موظفي المنشأة والمنتسبين لها ولابد أن توفر لهم المنشأة بيئة عمل مناسبة وتحرص على كسب رضاهم لأنهم لا محالة سيعكسون صورة مُعبرَة عن منشأتهم سواءً كانت سلبية أو إيجابية، والآخر هو الجمهور الخارجي ونعني بهم العملاء الذين يستفيدون من خدمات المنشأة ويتعاملون معها وعلى المؤسسة أن تحافظ على توطيد علاقات متميزة معهم .
وتكوين السمعة الطيبة لا يقتصر على التعامل المباشر مع المستهدف سواءً كان داخلياً أو خارجياً وإنما يتجاوزه الى بث الرسائل الهادفة عبر وسائل التواصل الإجتماعي لتحسين سمعة المنشأة وجذب أكبر عدد من المستهدفين .
ولا بد من الإشارة الى أن للمشاركات المجتمعية دوراً بارزاً في تكوين سمعة طيبة عن الفرد أو المنشأة وخاصة إذا كانت المشاركة في الأعمال التطوعية والانسانية التي يعود نفعها على الجميع.
بقي أن نشدد على البحث عن وسائل تحقيق السمعة الحسنة ونتبعها ونحافظ عليها لنحافظ على جودة الحياة وديمومتها.