عبارة قالها جيل الطيبين بهدف الابتعاد عن الاستدانة وعدم الخضوع للتغرير والاستمالة لأن الدَّين همٌّ بالليل ومذلة بالنهار ومع ذلك هناك بعض الأشخاص لايبالون بذلك، ويستدينون لأتفه الأسباب فيطلبون القرض من هذا وذاك دون ترتيب للأولويات أو مراعاة لحقوق الناس ثم إذا طلب أحداً إسترداد دينه منه بدأ في المماطلة والتسويف حتى يصل الى منتهاه فيضطر الى الإستدانه من آخر ليسدد دين السابق حتى تتراكم عليه الديون ويزيد الطين بلة كما يقال .
وكان بإمكانه الصبر على نفسه ومد رجوله على قد لحافه وسيأتي بعد العسر يسر لكن لله في خلقه شؤون ولن تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء.
في المقابل تتسابق بعض البنوك وشركات بيع السيارات وغيرها من الشركات والمؤسسات الربحية التي من ضمن برامجها البيع بالآجل الى استهداف البعض بالإغرءات البراقة والكلمات الرنانه والوعود الجميلة حتى يتمكنوا منه وعند ذلك اذا طحت يا فصيح لا تصيح !! وستبقى مرهوناً لهم لمدة لا تقل عن خمس سنوات ويقف لك الدين على باب رزقك والله المستعان .
لذلك يفترض أن تكون ثقافتنا في هذا الجانب أعمق وتعاملنا أرقى ، وليس من المناسب المماطلة في الأداء والتهرب من الدائن كما أن على الدائن مراعاة ظروف مدينه وقبول المتيسر منه أمتثالاً لقوله تعالى ( وأِنْ كان ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌإلى مَيْسَرَةٍ ).
المديون غالباً ما يكون شارد الذهن، مشتت الفكر ، حائر الفؤاد ، عصبي المزاج ، متقلب الأحوال ، تتردى علاقته بالآخرين يوماً بعد يوم لأن الدين حِمْل ثقيل وَهَمٌ جسيم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .
الدَّين أمره عظيم ولذلك فقد كان النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم يستعيذ منه بعد التشهد الأخير وقبل السلام في كل صلاة مكتوبه.
فحريٌّ بالعاقل أن لا يتوسع في الدين ولا يلجأ اليه الا للضرورة القصوى ولا يُحَمِّل نفسه ما لا يقدر على سداده وإذا اضطر الى الاقتراض فيجب عليه الإقتراض بقدر الحاجة فقط مع الالتزام والاحترام .