تبذل الدولة جهوداً جبارة في مكافحة المخدرات وتتبع مروجيها ومستخدميها ومحاكمتهم وإيقاع العقوبات الرادعة عليهم ولم يقتصر دورهاأعزها الله على المعاقبة بل تجاوزه الى الإصلاح والعلاج وقبل هذا وذاك الدور التوعوي الكبير الذي تقوم به الجهات المختصة في سبيلمكافحتها والتحذير منها .
ومع ذلك لابد من الإشارة الى أننا نواجه حرب شعواء لتهريب المخدرات الى داخل المملكة العربية السعودية بكافة الطرق الملتوية طمعاً فيإغراق الشعب والسيطرة على مقدراته حسداً وحقداً ، والشواهد على ذلك كثيرة فالأعداء لم يرقبوا في تهريبها إلاً ولا ذمة، فقد حاولوا تهريبهافي الأحشاء الداخلية للقادمين ! كذلك في المواد الغذائية والفواكه الواردة من الدول المجاورة ، وتجاوزوا ذلك إلى إستغلال مواسم الحجوالعمرة ظناً منهم بعدم إستطاعة الجهات الأمنية السيطرة الكاملة في أوقات الذروة، وأنّى لهم ذلك في ظل السيطرة الأمنية الإستباقيةوالتجهيزات الضخمة المتوفرة واللحمة الوطنية التي تأبى على أبنائها وبناتها الهوان .
ولو إستعرضنا قليلاً تاريخ المخدرات لوجدنا أنها أستخدمت كحرب باردة لتدمير شعوب الدول المناوئة أو المنافسة وعلى سبيل المثالبريطانيا العظمى استعمرت الصين عن طريق ترويج المخدرات وسمحت للصينيين اتباعها بزراعة الأفيون وتصنيعه والاتجار به، بهدفالسيطرة على الأمة الصينية وشل قدرات الأفراد وطاقات الأمة وقتل روح المقاومة لدى الشعب ولم تستطع الصين التحرر من ذلك الا بعد أنفرضت عقوبات صارمة على المروجين والمستخدمين وصلت الى حد الإعدام.
كذلك حاولت الإمبراطورية اليابانية تشجيع عملائها في الهند ومصر على زراعة الأفيون من أجل السيطرة واستغلال موارد هذه الشعوب،
وأيضاً الولايات المتحدة الإمريكية قامت عن طريق أجهزتها الإستخباراتية بنشر وترويج المخدرات بين أفراد الجالية الأمريكية ذات الأصولالأفريقية للقضاء عليها وتدمير عقول أبنائها حتى لا يتمكنوا من المنافسة على المناصب القيادية والإدارية والثقافية في المجتمع الأمريكي!!
وكذلك الحال في بعض دول العالم التي تهدف الى تحقيق مصالحها بمعزلٍ عن مصالح الشعوب وبإنسلاخ تام عن الأعراف الدولية والقيمالإنسانيه.
وعلى المستوى الشخصي فقد تبددت ثروة الملياردير البرازيلي سيسيرو عن طريق تجار المخدرات حيث جرب أعداؤه معه كل الوسائل للقضاءعليه ولم ينجحوا، وكانت أسهل طريقة لتدميره هو استغلال إبنته الوحيدة 14 سنة وإيقاعها في الإدمان المدمر، وبعد دخولها في الإدمان تماستدراجها وإخفاؤها عن والدها، وهذا السبب جعله يخسر الكثير من الوقت بحثًا عنها حتى أن شغله الشاغل كان العثور عليها،فأجلالكثير من الصفقات وغاب عن العمل وبعد غيابه المستمر عن مشاريعه استغل مدير أعماله فترة غيابه عن العمل وظروفه الخاصة وغدر بهفتبددت ثروته وانتهى أمره.
ولو عدنا الى الأضرار التي تترتب على تعاطي المخدرات لما إستطعنا توضيحها أو حتى الإشارة اليها في مقال صحفي كهذا فهناك أضراروطنية واقتصادية وأمنية واجتماعية وصحية يصعب حصرها ولذا يجب علينا التكاتف والتعاون على جميع المستويات الشخصية والاجتماعيةوالحكومية والخاصة لمحاربة المخدرات ومكافحتها والتوعية بأضرارها والأخذ على يد المغرر بهم من أبناء المجتمع ومعالجتهم في المصحاتالتي هيأتها الدولة لذلك ومتابعة مراحل علاجهم وكذلك بث البرامج التوعوية بأضرار المخدرات على كافة وسائل التواصل الاجتماعيواستهداف فئة الشباب والفتيات بالذات حيث أنهم أكثر عرضة للتغرير والانحراف.
واستشعار المسؤولية الوطنية الكبيرة في مكافحة المخدرات وحماية وطننا منها حيث أن كل مواطن رجل أمن ووطن لا نحميه من المخدرات لننستطيع العيش فيه بأمن وسلام ودمتم آمنين .