من محاسن الصدف أن تهيأت لي الفرصة لزيارة معرض عمارة الحرمين الشريفين مع نخبة من أعضاء نادي مكة الثقافي الأدبي وقد قوبلناببشاشة المحيا وحسن الإستقبال من القائمين على هذا المعرض الفخم والمعلم الحضاري الرائع .
وقد حرصنا خلال الزيارة على إشباع نهمنا بما شاهدنا وسمعنا من معلومات قيمة عن هذا المنجز التاريخي العظيم .
وحقيقة انني عاتبت نفسي حينما علمت أن هذا المعلم له عشرات السنين منذ إفتتاحه ولم يحالفني الحظ بزيارته الا هذه المرة رغم أنه يقع فيحي أم الجود بمكة المكرمة بجوار مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة.
وقد علمت أن هذا المعرض أقيم على مساحة إجمالية قدرها 1200 متر مربع ، وقد روعي في تصميمه الخارجي التناسق مع النمطالإسلامي الفريد والطراز المميز لعمارة المسجد الحرام.
وحسب ماسمعنا من القائمين على المعرض أنه يشهد إقبالًا كبيرًا من ضيوف الحرمين الشريفين من أجل التقاط الصور التذكارية، وتوثيقالمراحل التطويرية التي مر بهما الحرمان الشريفان خلال العهد السعودي الزاهر.
ويُعنى المعرض بشكل خاص بالحرمين الشريفين والتطور الذي شهدته عمارتهما على مدى العصور، ويتكون من سبع قاعات تشتمل علىمجسمين للحرمين الشريفين وعدد من المقتنيات المختلفة من مخطوطات ونقوش كتابية وقطع أثرية ثمينة ومجسمات معمارية وصور فوتوغرافيةنادرة.
ومن مقتنيات المعرض التي شاهدناها عمود من أعمدة الكعبة المشرفة الخشبية يعود تاريخه لعام 65هـ ، وميزاب الكعبة المشرفة الذي عُمِلعام 1021هـ، وسلّم الكعبة المشرفة الخشبي الذي يعود لعام 1240هـ ، وباب الكعبة المشرفة الذي صُنِعَ عام 1363هـ، والكثير من المقتنياتالتي تصف وتحكي تطور عمارة المسجد الحرام والمسجد النبوي.
كما يحتوي المعرض على أهم الصور النادرة للحرمين الشريفين، ونسخة مصورة من المصحف الذي كُتب في عهد الخليفة عثمان بن عفانرضي الله عنه، وأجزاء حقيقية من فوهة بئر زمزم، وبعضاً من أهم التحف التاريخية، ومجموعة من متعلقات الكعبة الشريفة .
والجدير بالذكر ان الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين تولي أهمية قصوى بتعقيم مقتنيات معرض عمارة الحرمين الشريفين، وسخرتكوادرها للعمل على تعقيم محتويات الأروقة والقاعات وتنظيفها وتطهيرها مستخدمة أحدث أدوات التطهير وآمنها المصنوعة خصيصًا للحفاظعلى المقتنيات الأثرية والتاريخية، لما لها من مكانة خاصة وما تمثله من قيمة لدى المسلمين.
رحلة ممتعة قضيناها في رحاب معرض عمارة الحرمين الشريفين اشتملت على برنامج ممتع بدأ بالاستقبال والتعريف بالمعرض ثم جولةتعريفية على ارجائه المختلفة وانتهى بتوزيع هدايا تذكارية قيمة على الضيوف مودعين بمثل ما استقبلوا به من حفاوة وتكريم وذلك ديدنهمعند كل زيارة مماثلة .