لاشك أن لكل حدث تاريخي محاسن لطيفة وذكريات جميلة وأخرى مؤلمة، وكما قيل يبدأ الأمل من رحم المعاناة، ولو لم يكن لجائحة كورونا من محاسن إلا الإجراءات الاحترازية التي فرضتها الدولة واستجاب لها المواطن والمقيم لكفانا ذلك فقد حققنا تميزاً في هذا الجانباستحقينا عليه المركز الثاني بين دول العالم أجمع.
ذلك على الجانب الصحي العالمي أما الجانب الاجتماعي فقد كان للجائحة محاسن لا زلنا نتمنى إستمرارها حتى وإن أنتهت الجائحة أوزال خطرها ومنها الحرص الشديد على الصحة العامة، والابتعاد عن الأماكن المكتظة بالناس، أو تلك التي تهويتها غير جيدة، كذلك الاهتمام بالنظافة العامة الذي تضاعف خلال فترة الجائحة بشكل يبشر بالخير و يدعو للمطالبة بالإستمرار .
ومن المحاسن أيضاً انخفاض عدد المناسبات وقلة المشاركين بها والاختصار في التكاليف والمدعوين والبعد عن مظاهر الإسراف والبذخ وقداستفاد من هذا الجانب كثيراً من الشباب والفتيات الذين أكملوا نصف دينهم خلال فترة الجائحة دون أن تثقل كاهلهم الديون أو ترهقهمالطلبات،وغلب على زيجاتهم النجاح وحلت عليهم البركة ( أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة ).
خلاف مناسبات الزواج المناسبات الأخرى أيضاً كحفلات النجاح والمواليد وعقود النكاح وعزائم الذوات التي كانت ترصد لها المبالغ الماليةالمرتفعة ويحضرها المعازيم من كل حدب وصوب وينتج عنها هدر مالي وغذائي ما أنزل الله به من سلطان .
كذلك ما تسببت فيه الجائحة من الإعتماد على ربات البيوت في المأكل والمشرب ونتج عنه غذاء صحي شهي بجميع المقاييس ولا شك أنالعودة الى ذلك فيه خير عميم وفائدة جسيمة ولن يكن في الوجود حناناً أكثر من حنان الأم على أبنائها وبناتها ورب أسرتها .
لا بأس أن نعود الى الحياة الطبيعية ونحمد الله على ذلك ونشكره على ما حبانا من نعم لم نكن نعرف قيمتها قبل الجائحة لأننا لم نفتقدها(وجزى الله الشدائد كل خير ).
لكن يتعين علينا الإستفادة مما خلفته الجائحة من توصيات صحية ومظاهر ايجابية يعود نفعها على الفرد والمجتمع ، وعلينا البعد عن مظاهرالترف الزائد والبذخ الفاحش الذي سنندم عليه ولو بعد حين .