الحياة كفاح يتبعه إرتياح لكنه لايدوم، وتستمر الحياة من بدايتها حتى نهايتها على هذا المنوال سعادة وشقاء، سراء وضراء،عسر ويسر، ولاأعتقد أن هناك انسان لم يعانِ في حياته مهما علت منزلته أو كَثُر ماله .
وفي جميع الأحوال تجد الآباء والأمهات يحملون الجزء الأكبر من الهموم والقلق على مستقبل فلذات أكبادهم ويبقى الابن صغيراً في نظروالديه ويحتاج الى رعاية حتى لو بلغ الثلاثين من العمر .
يبدأ الطالب حياته بالدراسة والجد والأجتهاد لعل وعسى ذلك التحصيل العلمي يفيده مستقبلاً في الحصول على وظيفة مرموقة ويعانيالأمرين في التنسيق ما بين أهدافه ورغباته وما إن يجتاز تلك المرحلة حتى يدخل في مرحلة أخرى يجتاحه فيها مزيداً من الأرق والقلق علىمستقبله ومدى ملاءمة الوظيفة التي اتيحت له مع ميوله وتطلعاته .
ثم يبدأ البحث عن شريكة العمر التي في مخيلته وتتوافق مع رغباته وأمنياته ورغبة وأمنيات والديه ويالها من مرحلة هامة تحتاج الى مزيدٍ منالبحث والتنقيب وما إن يظفر بها حتى يفكر في المال والبنين الذين هم في نظره زهرة الحياة الدنيا وهم في جميع الأحوال لا يأتيان بسهولةولا يخلوان من المنغصات التي تشبه ملح الطعام الذي لا بد منه مع كل وجبة شهية .
يكبر الأبناء وتكبر معهم هموم الوالدين وتتشعب لتشمل جميع مناحي الحياة خوفاً وطمعاً وألماً وأملاً فهذا الإبن يدرس ويحتاج الى متابعةوذلك مبتعث ويحتاج الى دعاء وتلك البنت مسافرة والقلب معها حتى أن بعض الآباء والأمهات يتمنوا أن لاياتي أجلهم إلا بعد أن تقر عيونهمبمستقبل أبنائهم مع إيمانهم التام بأن الاجال بيد الله ولكنها أمنيات، وهكذا تستمر الهموم وتستمر معها الحياة!!!
وهكذا الأبناء يصبحوا آباء وتدور بهم عجلة الحياة ويصيبهم ما أصاب آبائهم من أمنيات ورغبات وهموم لا تنتهي إلا بانتهاء الأجل وتلك الأيامنداولها بين الناس .
خاتمة : (( ولقد خلقنا الإنسان في كبد )) صدق الله العظيم .