في ظل المُتغيرات العالمية والأحداث اليومية أصبح الإعلام صناعة وثروة وسلاح، وأضحى علينا لزامًا تحديث برامجنا الإعلامية، وصقل مواهبنا البشرية، ومجاراة بقية وسائل الإعلام العالمية، بما يتوافق مع شريعتنا السمحة، وديننا الحنيف، وثوابتنا الاجتماعية، بعيدًا عن التحريف والتزييف، والتهريج والتخريف، والعبارات البذيئة والكلام المسيء.
ولدينا من الشباب المؤهلين ذوي الحس الوطني الراقي أعداد كافية لسد حاجة كل القنوات الفضائية الرسمية والوطنية، ولاينقصهم سوى المزيد من سعة الاطلاع، والتأهيل، والتدريب، وصقل المواهب، والاستفادة من تجارب الآخرين.
ونحن ومن خلال المجتمع السعودي العظيم بحاجة ماسة إلى مواكبة إعلامنا للأحداث الوطنية والعربية والعالمية ليكون هو المصدر الرئيسي لما نود أن نعرفه من معلومات عن قضايانا الوطنية والإقليمية والدولية، لا أن نتلقى الخبر من مصادر معادية أو غير موثوقة تهدف إلى دس السم في العسل، وبالتالي زعزعة الوطن، وزرع الفتنة، وتأزيم العلاقة بين المواطن والمسؤول.
ويجب أن نُحَصِّن أبناءنا وبناتنا من المصادر الإعلامية المأجورة والمجهولة، ونحذرهم منها ولن يتحقق ذلك إلا بوجود بدائل تشبع رغباتهم من المواد الإعلامية الدسمة الراقية، والتحليل الموضوعي العميق في قنواتنا الفضائية، وإعلامنا المقروء والمسموع.
كما أن واقعنا المعاصر بحاجة إلى بث المزيد من المواد الإعلامية التي تقوي اللحمة الوطنية، وترفع الروح المعنوية، وتوضح المخاطر المحيطة بوطننا الطاهر، وشعبنا العظيم، وتزيل الكثير من الشبهات التي يصنعها الإعلام الأهوج والقنوات الهابطة.
وفي هذه الفترة بالذات أتمنى من معالي وزير الإعلام تكثيف البرامج الثقافية والحوارية التي تُوضِّح الكثير من الحقائق عن هذه الدولة الأبية التي تحرص على مواطنيها وقاطنيها، وتمد يد العون والمساعدة لكل من يحتاج إليها، وتلتزم بآداب الحوار الهادئ، والعلاقات المتميزة مع كل شعوب العالم بغض النظر عن ما تقوم به بعض الحكومات المعادية من ظلم بغيض، وحقد دفين وتعدٍ سافر على الحقوق، وتَدخُّل أحمق في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة.
كما أنه من المفترض الاستفادة من مشاهير السوشال ميديا في مملكتنا الحبيبة ودعمهم وتشجيعهم، وحثهم على تسخير مواهبهم ومواقعه للدفاع عن الوطن، ومحاربة الإشاعات المغرضة، والأفكار الضالة، والعبارات المسيئة لديننا الحنيف وولاة أمرنا الأوفياء ووطننا الشامخ بإذن الله.