بعث لي أحد الزملاء المتقاعدين مقطع فيديو يحتوي على محاكمة رجل متقاعد في دولة أجنبية إرتكب مخالفة مرورية عند ذهابه لموعد فيمستشفى عسكري وعند سماع أقواله التي توحي بأنه أحد المحاربين القدامى الذين شاركوا في الحروب أعفاه القاضي من العقوبة بل ووقفأحتراماً له وحياه التحية العسكرية إيماناً منه بالدور الذي قدمه خلال خدمته الوظيفية .
وقد لفت انتباهي تلك النظرة الحانية من القاضي تجاه العسكري المتقاعد المخالف وإعفائه من العقاب والثناء عليه وتقديم التحية العسكرية لهوالإسهاب في ذكر أمجاده وأمجاد زملائه في الذود عن الوطن والدفاع عن حياضه .
موقف القاضي هو ما نطمح له في بلدنا العظيم ونتمناه من جميع المسؤولين في مختلف الإدارات الحكومية حين مراجعة متقاعد أفنى زهرةشبابه في خدمة دينه ووطنه ومجتمعه وحصل له موقف يستوجب النظر بعين الاعتبار لماضيه التليد والوقوف الى جانبه جزاءً له وتحفيزاً لمن همعلى رأس العمل من أمثاله وسيأتي اليوم الذي يصبح مصيرهم مثل مصيره ( وتلك الأيام نداولها بين الناس ) .
ولن يتحقق ذلك بالتمني وإنما بقوة الأنظمة التي يجب أن يكون للمتقاعد نصيباً منها، ومهما بذلت المؤسسة العامة للتقاعد من جهود وقدمتمن توصيات فسيبقى دورها تنظيري إن لم تساندها الجهات الرسمية بِسَنّ مزيداً من القرارات الإيجابية لهذه الفئة الغالية سواء كان المتقاعدرجلاً أو إمرأة فكلاهما في أمس الحاجة الى ذلك.
وفي أدنى الأحوال مايحتاجه المتقاعد من تحفيز نفسي واستقبال يليق به وبماضيه بدلاً من إزدراء بعض الموظفين له والصد عنه لمجرد أنهمتقاعد، أو تهميش دوره في المجتمع وكأنه قطعة أثاث إنتهى دورها !!
وحَريٌّ بالمتقاعد أن يحظى بإعفاء من مخالفة مرورية أو قسط سنوي أو غرامة مستحقة إذا إعترف بها وبررها بظروفه الصحية أو المادية وهذامن جبر الخواطر الذي هو جزء لا يتجزأ من قيمنا وتعاليم ديننا الحنيف .
المتقاعدون من مختلف الوظائف تجاوزت خبراتهم التراكمية ثلاثة عقود، وتعاقبت عليهم الظروف على إختلافها وصقلت موهبتهم تجارب الحياةالمتنوعة، وبالإمكان الإستفادة منهم في المكاتب الإستشارية كخبراء حسب تخصصاتهم، فهم أفضل خبرة إدارية وميدانية، وأكثر دراية بهمومالمواطن وحاجة الوطن مقارنة بغيرهم ممن تلجأ اليهم الكثير من المكاتب الإستشارية .
وبالرجوع قليلاً الى الذاكرة نجد أن هناك كثيراً من كتاب الرأي تكلموا عن هموم المتقاعدين وظروفهم وأشبعوا الموضوع من جميع جوانبه ولكنلم تفعل توصياتهم وآرائهم بالشكل المأمول .
وربما كانت آخر كلمة عن المتقاعدين تلك الكلمة الضافية التي شملتها خطبة الجمعة في المسجد الحرام وألقاها معالي الرئيس العام لشؤونالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف جزاه الله خير الجزاء ، إلا أنهم لا زالوا يحتاجوا للمزيد من الاهتمام والقرارات التي تصب فيمصلحتهم ومصلحة الوطن بعيداً عن الأمنيات والتنظير .
رفقاً بالمتقاعدين فهم في أمس الحاجة الى من يأخذ بأيديهم لمرحلة جديدة من الحياة وعلينا أن لا نحرمهم من المشاركة في الاحتفالاتالوطنية بل نضع لهم مقاعد تليق بهم في الصفوف الأولى، ونوجه لهم الدعوات للحوارات الوطنية أو الندوات الاستشارية فهم فئة غالية من هذاالوطن العظيم .
عبدالله بن سالم المالكي
السبت ٨ رجب ١٤٤٢ هـ
صحيفة مكة الالكترونية
اطلعت على مقالك بخصوص المتقاعدين وان من مقترحات فهي كاالاتي
١- ايجاد علاوه سنويه للمتقاعدين وتحسين وضع اصحاب الرواتب المتدنيه نظرا لارتفاع تكاليف الحياه مع ملاحظة ان البعض تقاعد ولازالت اسرته في ازدياد او ان مصاريفهم زادت مع كبر سنهم والتحاقهم بالجامعات
٢-ابجاد انديه ثقافيه رياضيه في جميع المحافظات ليتسنى لهم ممارسة هواياتهم وهذا فيه تخفيف على وزارة الصحه فكلما وجد المتقاعد موقع لممارسة الرياضه قلت الامراض
٣- لازال المتقاعد قادر على الانتاج فلماذا لايستفاد منهم في ادارة بعض الاعمال في القطاع الخاص فهو احرص من الاجنبي ويكون دخل اضافي له او بكونون خبراء فالبعض كانو بارزين في اعمالهم
٤- فتح ايقونه للشكاوى عن طريق الموؤسسه العامه لايضاح طلباتهم وايصال صوتهم لولاة الامر والجهات ذات العلاقه بخدمتهم كونها تولت امره بعد اغلاق بوابة المرجع
شكراً لك اخي ابو صالح لا عدمناك وجميع مرئياتك جميلة وأتمنى تفعيلها من جهات الإختصاص ، لا عدمتك .