في سابقة خطيرة نفّذ السفاح الإرهابي برينتون تارانت جريمته البشعة في نيوزيلاندا الهادئة التي لم يعرف الإرهاب لها طريقًا حتى تاريخ وقوع تلك الحادثة الإرهابية المستهجنة في كل المذاهب والأديان.
وكما هو معروف؛ فإن الأديان السماوية تحرم جميعها دون استثناء قتل النفس البشرية المسالمة الآمنة داخل دور العبادة مهما كانت الأسباب، وتُجَرِّم فاعلها.
إلا أن هذا السفاح المجرم الحقير، ومع سابق الإصرار والترصد، ودون وجه حق عَمِد إلى التوجه إلى مسجد النور مدججًا بالسلاح متزامنًا، مع وجود جموع المصلين المسلمين العُزَّل داخل المسجد لأداء صلاة الجمعة، ودون مراعاة لحقوق الإنسان أو احترامًا للمكان أو الزمان، وفي تصرفٍ أهوج موثق بكاميرا مثبتة في خوذةٍ على الرأس نفذ جريمته النكراء ابتداءً من الساحات المحيطة بالمسجد، وانتهاءً بإطلاق النار الكثيف على كل من بداخل المسجد، فخلّف عشرات القتلى والجرحى في ظل فتور أمني تام.
وجريمته تلك لم ينحصر ضررها عليه فقط، بل تجاوزه إلى الدولة التي يعيش بها والشعب النيوزيلندي الذي هو جزء منه، لكن كما يُقَال: (رب ضارة نافعة) فبقدر ما كان الهجوم الإرهابي مروعًا، فإنه أظهر مدى تضامن البشرية جمعاء في مواجهة ذلك التعصب الديني والعرقي الذي أدى إلى هذه الجريمة وغيرها من الاعتداءات على دور العبادة حول العالم.
ومهما أبدت الحكومة النيوزيلندية تعاطفها مع الشعوب المسلمة هناك، فإن الواجب عليها محاربة الفكر المتطرف، واجتثاث جذوره، وتجفيف منابعه، وإلا فإن الحادثة الإرهابية المؤلمة ستكرر ولو بعد حين.
مستشار أمني