التحرش – أثره و عقوبته

انتهى زمن عبارة (جريمة دخيلة على المجتمع السعودي) التي كانت تستخدم كشماعة للتعبير عن أي خلل مجتمعي لا نود الخوض في تفاصيله، كما ولّى زمن وصف جميع مرتكبي الجرائم الخطيرة بالمرضى النفسيين !! وأتى زمن أصبحنا فيه جزءًا لا يتجزأ من منظومة دولية تنطبق علينا فيها ما ينطبق على غيرنا من أنظمة وقوانين في ظل الرؤية الشاملة لسمو ولي العهد المعظم (رؤية 2030) التي اجتثت من مجتمعنا ولله الحمد الكثير من الأعراف والتقاليد الغريبة التي ما أنزل الله بها من سلطان في تركيز واضح وجلي على ترسيخ الاعتدال، والمحافظة على القيم والثوابت الإسلامية دون إفراط أو تفريط.
وفي هذا الزمن الجميل الذي حظيت فيه المرأة بالمزيد من الحقوق ونالت سقفًا أعلى من الحريات الشخصية المنضبطة سنت الدولة -رعاها الله- مزيدًا من التشريعات التي تواكب العصر ولا تتعارض مع توجيهات شريعتنا السمحة التي كفلت جميع الحقوق للمرأة والرجل على حدٍ سواء.
وكذلك الحال بالنسبة للأطفال والقاصرين وذوي الاحتياجات الخاصة، فقد شملتهم العدالة وحفتهم المكرمة ونالت من المعتدين عليهم بالعقوبات.

حي الراشدية وضعف الإتصالات

حي الراشدية من الأحياء الحديثة التي شملها التخطيط العمراني للعاصمة المقدسة، يقع شرق مكة المكرمة بمحاذاة طريق مكة – السيل – الطايف، ويبدأ من نهاية مدينة الملك عبدالعزيز الرياضية باتجاه الشرق، ويضم الكثير من الإدارات الحكومية والخدمية؛ بالإضافة إلى العديد من المتاجر والمساكن الآهلة بالسكان.
ورغم ما ينعم به الأهالي من حياة كريمة إلا أنهم يعانون من ضعف الاتصالات السلكية واللاسلكية في أنحاء كثيرة من الحي الأمر الذي حدا بالكثير من قاطني الحي إلى استجلاب كافة الوسائل الباهظة الثمن التي تساعد على تقوية الاتصال دون فائدة تذكر.
ورغم إنشاء أبراج متعدده لمزودي الخدمة بمختلف هوياتهم إلا أن الحاجة لا زالت ماسة؛ لعمل خطوط أرضية وألياف بصرية يستفيد منها سكان الحي استفادة فائقة تفي باحتياجاتهم وتحقق جزءًا يسيرًا من طموحاتهم.
وكما ذكرنا سابقًا فإن حي الراشدية من أحياء مكة المكرمة، ومكة خير وتستاهل أكثر.

مواقف السيارات الموسمية

العاصمة المقدسة مهوى أفئدة القلوب، ومحط أنظار الشعوب، يفد إليها الناس من كل حدب وصوب، ليعتمروا ويحجوا في أيام معلومات، وليشكروا الله على ماوهبهم وحباهم من مكرمات.
وقد هيأت الدولة -حفظها الله- العديد من المواقف لمركبات الحجاج والمعتمرين في مداخل العاصمة المقدسة من خمس جهات، ليؤدوا نسكهم بكل يسر وسهولة بعيدًا عن زحام السيارات، وروائح العادمات، ولئلا يضيقوا على غيرهم من قاصدي البيت الحرام.
وتلك المواقف أنشئت منذ ما يزيد على عقدين من الزمن الأمر الذي يستلزم إحداث بعض التحسينات عليها؛ لتواكب العصر وتسابق الزمن وتحقق رغبات المسافرين وتطلعاتهم.

بصمة الموت

سعيًا وراء تطوير الأداء وتحفيز العاملين، عمدت الكثير من المؤسسات الحكومية والخاصة إلى استحداث جهاز البصمة في جميع مواقعها؛ لضبط دخول وخروج منسوبيها في الوقت المحدد، وبالتالي مكافأتهم ومحاسبة المقصر منهم؛ إضافة إلى نشر الوعي بأهمية الوقت والالتزام بالمواعيد فيما بينهم، وقد كان لذلك الكثير من الإيجابيات التي حصدتها تلك المؤسسات في القطاعين العام والخاص.
إلا أن لا مبالاة بعض الموظفين وعدم اكتراثهم بحساب الوقت المتوقع للوصول، سبب الكثير من الحوادث المرورية الشنيعة والخسائر المادية الجسيمة في الأرواح والممتلكات بسبب حساب غير دقيق أدى الى سرعة زائدة رغبة في التبصيم في الوقت المحدد، نتج عنها مخالفات مرورية وحوادث مفجعة؛ ولهذا السبب أطلقت عليها بصمة الموت مجازًا.

إصلاح ذات البين

عمل شريف يأتي من قلب نظيف وإحساس ظريف لمن يرجو الأجر الكثيف.
في الأسبوع المنصرم شاركت مع من هم أفضل مني من دعاة الخير ومحبي المعروف في تسوية خلاف عائلي دام سنوات لأسباب تافهة لا ترقى إلى مجرد البحث فيها، ولكن الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم وهناك شياطين الإنس، كما هم شياطين الجن الذين لا يألون جهدًا في تأجيج الخلافات وتصعيد المنازعات.
الذي لفت انتباهي رغبة بعض الحضور -هداهم الله- في ديمومة القطيعة واستمرار الخصام رغم ما يٰظْهِرُون من المساعي الحميدة والكلام المعسول، لكن الله أعلم بالسرائر وأدرى بالنيات !!
يقول الشاعر :-
ومهما تكن عند امرءٍ من خليقة
وإن خالها تخفى على الناس تعلم

مكة خير وتستاهل أكثر

في الوقت الذي إستبشرنا فيه بصدور الأمر السامي الكريم بتعيين معالي المهندس محمد القويحص أميناً للعاصمة المقدسة ساءنا كثيراً ما تناقلته وسائل التواصل الإجتماعي عن قيام أحد شباب مكة المكرمة بالتهكم في برنامج تلفزيوني على إحدى القنوات الفضائية وعلى مرأى ومسمع من المشاهدين بقوله (( مكة طفش )) !! وكررها أكثر من مرة !!
لماذا ياهذا ؟! هل لأنها تنبذ الخبث ؟!
أم لأنها لا تسمح بدخول غير المسلمين اليها؟!
لا أظن هناك أسباب وجيهة لتلفظ شاب راشد عاقل بمثل هذا القول الذي لقي إستياء كثير من مختلف شرائح المجتمع المكي وتجاوزه الى أبعد من ذلك .
ياسيدي العاقل : مكة المكرمة خير بكل ماتعنيه كلمة خير وليست طفش كما تقول .
مكة المكرمة هي أم القرى ومهبط الوحي وقبلة المسلمين وعاصمة الثقافة الإسلامية
ومأوى الكثير من الأفئدة .
أذا أحسينا بالضيق في مكة المكرمة توجهنا الى الحرم المكي الشريف فما تكاد تطأ أقدامنا أرضه الطاهرة حتى يجعل الله لنا من كل همٍ فرجاً ومن كل ضيقٍ مخرجاً .
مكة المكرمة تضم الكثير من الآثار الإسلامية التي تجذب المسلم لها من أصقاع الأرض
مكة المكرمة دعا لها نبينا إبراهيم عليه السلام ( رب إجعل هذا البلد آمناً ) ولذلك فهي البلد الأمين والحصن الحصين .
ولو كانت طفش ولا تستحق الإهتمام لما كانت في دائرة اهتمام الحكومة السعودية أعزها الله منذ عهد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز وحتى عهدنا الحاضر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك الحزم والعزم الذي أولى الحرمين الشريفين جل إهتمامه ، ولم تتوقف المشاريع التنموية في مكة الكرمة ولم تتأثر بأي عارض رغم ما يحيط بنا من أحداث تسترعي الإهتمام إلا أن أهمية مكة المكرمة لدى ولاة الأمر أكبر بكثير من غيرها .
مكة المكرمة شملتها رؤية اللمملكة 2030 ووضعتها من أولوياتها لشرف الزمان وعظم المكان
مكة المكرمة تستاهل أكثر وهنا يكون دور أهالي مكة المكرمة في الرقي بها والمحافظة على ما تتمتع به من سمعة طيبة بين العواصم الإسلامية ونحن على ثقة تامة بما سيوليه معالي أمين العاصمة المقدسة المهندس محمد القويحص من إهتام وعناية بهذه المدينة الطاهرة وهو المعروف بلمساته الفنية الراقية مستمداً ذلك من توفيق الله سبحانه وتعالى ثم توجيهات ولاة الأمر ثم تعاون المواطن والمقيم لتكون مكة خالية من المنغصات والمعوقات لأنها بلد خير وتستاهل أكثر .