نظرة الى المستقبل

إن ما نشاهده اليوم في الاقتصاد هو مرحلة انتقالية تحدث دائمًا مع أي تحول، وأي مرحلةٍ انتقالية عادةً تكون مؤلمة لأولئك الذين أسسوا أعمالهم بالطرق التقليدية، والذين هم كانوا سادة الماضي.

أصدقاء الكراسي

خلال حياتك العملية قد تتعرّف على كثير من الأصدقاء الذين  يُحسنون الاستقبال، ويُتقنون التواصل والاتصال، ويتنافسون في تلبية الطلبات وتحقيق الرغبات ثم تتلاشى كل تلك المحاسن بمجرد انقضاء وظيفتك، أو انتقال عملك إلى مكان آخر؛ وكأنهم لم تربطك بهم صلة صداقة دامت لسنوات !!!
تتعرّف في موقعك الجديد على آخرين، وتُحسن الظن بهم، وتتمنى أن تكون صداقتهم لك حقيقية دائمة أفضل مما قبلها، لكنك تتفأجأ أن البعض منهم أصدقاء مصالح فقط يجتمعون من أجلها ويتفرقون بعدها.
ولذلك أصبح الخل الوفي من العجائب والمعجزات والصديق الصادق من أنفس المتطلبات وكما قيل: 
 
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد وافيا
 
ورغم قلة الأصدقاء المخلصين إلا أننا لن نعدمهم والخير موجود في أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة، ولابد أن نلتمس للآخرين العذر فربما يكون مع الغائب حجته !
 
وصاحب الخلق الرفيع يفعل المعروف بطيب نفس دون رياء أو مِنّة، ولا يريد من أحدٍ جزاءً ولا شكورًا، وينظر للناس بعين طبعه؛ ولذلك لايأبه بمن يتنكرون له أو يختفون بعد انقضاء مصالحهم عنه، فهم في نظره أصدقاء لابد أن يلتمس لهم العذر ، ولن تكون الحالات الشاذة نبراسًا يقيس عليه تعامله مع الآخرين.
والشخص المثالي لا يقتصر كرمه وشهامته وحسن خلقه على أناسٍ معينين دون سواهم فهو  كريم بطبعه خلوق بسجيته راقٍ بمبادئه لا يتغير مهما تغيرت الظروف.
 
بقي أن نشدد على عمل صنائع الخير فهي تقي مصارع السوء، ونحن خير أمة أُخرجت للناس، ويجب أن نبقى كذلك حتى يرث الله الأرض، ومن عليها دون الالتفات لأصدقاء الكراسي، وما ينتج عنهم من مآسٍ.

إيثار الوطن على النفس ( الحج أنموذجاً )

تجلى إيثار الوطن على النفس في أروع صوره خلال موسم حج هذا العام ١٤٤٠ هـ لدى جميع المسؤولين في حكومتنا الرشيدة ابتداءً بسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الذي حضر بنفسه -أيده الله- إلى صعيد منى رغم مشاغله الكثيرة ومهامه الجسيمة؛ ليشارك بقية المسؤولين واجبهم في خدمة ضيوف الرحمن وتيسير أمور حجهم، وأيضًا سمو ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز الذي لم يألوا جهدًا في تقديم ما يخدم الإسلام والمسلمين.

الحج عبادة وسلوك حضاري

هذا ما لمسناه خلال حج هذا العام ١٤٤٠ هـ منذ بداية وصول طلائع الحجاج القادمين؛ لأداء هذه الفريضة العظيمة، بل منذ تفكير الحاج في تأدية هذا المنسك.

عَجَلة التنمية شملت السجون

دفعني لكتابة هذا المقال ما سمعته وقرأته وتناقلته وسائل التواصل الاجتماعي عن زيارة عدد من الإعلاميين لسجن “ذهبان” وماقوبلوا به من حفاوة استقبال وبشاشة وجه ورقي تعامل، ثم اطلاع واسع على برنامج إدارة الوقت ، والمعرض الذي يحتوي على اعمال السجناء، وخلاصة أفكارهم وتفكيرهم الذي تغير بعد دخولهم السجن إلى ما هو في صالحهم وصالح وطنهم نتيجة ما وجدوه داخل السجن من اهتمام ومناصحة وتوجيه، وهذا هو الهدف المأمول من التوقيف لأنهم جزء من نسيجنا الاجتماعي، وإن كان حادوا عن الطريق.

العين حق

في هذه الأيام  بالذات تكثر المناسبات ويتفننون الفتيان والفتيات في لبس كل ما هو جديد واداء كل ما هو في نظرهم مفيد ، فيشاركون في الحفلات والشيلات، والعرضات والرقصات، ويبدعون ويلفتون الأنظار !!!
وإظهار الفرح والسرور خاصة في مثل هذه المناسبات أمرٌ محمود، لكننا نوصي أنفسنا وأبناءنا وبناتنا بالتحصين وقراءة الأذكار التي تمنع العين والحسد بإذن الله، وفي ذلك وقاية تغني عن العلاج إذا شاء الله .
مع الأخذ في الاعتبار الإبتعاد عن الغرور والتباهي بالنفس، ومزاحمة الآخرين أو التقليل من شأنهم ، لأن حفل الزواج حفل فرح وكلاً له رغبة في المشاركة وإظهار فرحته فيه .
كما أن المفترض من كل شخص أُعْجِب بأداء منشد أو استعراض راقص أن يذكر الله ويُكْثِر من قول ( ما شاء الله لا قوة إلا بالله ) وفي ذلك وقاية من إلحاق الضرر بالآخرين بقصد أو بدون قصد .
 
والعين لا يقتصر أثرها على الأشخاص فقد تتجاوزهم الى الأشجار والثمار،  والأدوات والمركبات، وكذلك الحيوانات ولا حول و لا قوة إلا بالله .
 
والعائن مغلوب على أمره إذا لم يَسْتَعِذْ من الشيطان ويتذكر عظمة الرحمن ويستعين على ذلك بالإكثار من ذِكْرِ  عظيم الشأن ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) وكم من عائن أصاب أقرب الناس له بمجرد إعجابه الغير محفوفاً بذكر الله فندم ندماً شديداً حينما لا ينفع الندم !!
ثم أنه من المهم أن لا ندع كابوس الوهم يَدُب الى قلوبنا ونضع العين شماعة لجميع مانعاني من أمراض عضوية قد تكون لها مسبباتها، فمتى ما حافظنا على الأذكار ورضينا بالأقدار حققنا المزيد من الاطمئنان والرضاء بالقضاء والقدر على مَرّ  الزمان ( كن مع الله و لا تبالي ) .