*ماهكذا تُورَد الإبل أيها السادة!!*
ظاهرة صحية أن يتجه المتقاعد إلى إستثمار ماتبقى لديه من طاقة ونشاط ومايحتفظ به من خبرات تراكمية إكتسبها خلال فترة خدمته في قطاعات الدولة(سواء كانت مدنية أو عسكرية ) فيما يعود عليه وعلى مجتمعه ووطنه بالفائدة المرجوة .
وَلا عَجَب أن ينشيء المعلم السابق مدرسة خاصة على أحدث المعايير ويشرف على المسيرة التعليمية فيها ، ولا غرابة أن يفتتح الطبيب المتقاعد مجمع طبي متخصص يعمل فيه كادر طبي متميز ويتولى الإشراف عليهم ومتابعة سير عملهم ، كما أنه من الجميل أن يقوم الضابط المتقاعد بتأسيس شركة أمنية ويستقطب أبناء الوطن للعمل معه فيما يساهم في حفظ الأمن وضبط النظام ، وهكذا المتقاعدون من بقية المهن الفنية .
المُهِم في الأمر أن يستمر التفكير الإيجابي لدى المتقاعد المنبعث من خشيته من خالقه و حبه لوطنه وإخلاصه لولاة أمره ، وإستشعاره بعِظَم المسؤلية الملقاة على عاتقه ، وإيقانه التام أن التقاعد ليست نهاية المطاف وإنما بداية مرحلة جديدة ، وأنه لازال في عنقه بيعة لولي الأمر حتى يتوفاه الله .
العائد المادي والإستثمار الحلال: مباح ، ولا غبار على ذلك ، وتسعة أعشار الربح في التجارة ، ومع ذلك يجب أن لا يكون البحث عن الربح هدفاً وحيداً دون النظر الى النتائج لأن الناتج أهم من الهدف حسب مقتضيات المصلحة العامة وتماشياً مع الرؤية الحديثة للمملكة العربية السعودية 2030 .
وعندما نشاهد الفشل حليف مثل هذه المشاريع الإستثمارية فلا يمكن أن يكون ذلك بسبب خلل إداري بقدر ماهو نتيجة التسرع في الكسب المادي والبحث عن الربح دون إعطاء المستفيد ما يستحقه من عناية وإهتمام ، وذلك بسبب البعد عن المنهجية التي إعتاد عليها المالك طوال خدمته في قطاعات الدولة التي قد تتجاوز الثلاثين عاماً ، رغم أنه لو أخلص في عمله لتحقق الربح المعقول بإذن الله مع مزيداً من الثناء عليه من المستفيدين نتيجة مايقدمه لهم من خدمات راقية يصاحبها إستشعار بالمسؤلية وترسيخ للوطنية .
لكن الواضح أن أغلب المستثمرين من هؤلاء يتخلى عن كل المثاليات التي كان يتغنى بها قبل مزوالته للعمل التجاري !!
ونقول لمثل أولئك :- ماهكذا تورد الإبل ياسادتي الكرام .
عبدالله بن سالم المالكي
كاتب رأي ومستشار أمني
السبت 23 / 11 / 2024
صحيفة آخر أخبار الأرض
26
نوفمبر